الاثنين، ٢١ مايو ٢٠٠٧

بـيـن قــــــــــــــانون الإنتخـــــــــــــــاب ومغــــــزى صنـــــــــــــــاعة الرمـــــــــــز

-

من منا لا يعــــرف قــــانون الإنتخـــــاب ؟؟؟

أتفحص الوجوه حولي , فأرى منا من يعرفه , ومنا من يجهله لكني ارى العديد من الجانبين يتملكهم الفضول لمعرفة ماهية هذا القانون , وجدوى حديثنا عنه اليوم !!!

اذن سنختصر المسافات ونبسط القانون

القانون في إجماله ينص - بعد التبسيط - على أن الحياة تنتخب الأفضل وتختار الأحسن للإستمرار فيها

وهذا الانتخاب إنما يتم وفق معطيات وعوامل محددة سلفاً قد تتغير بتغير الظروف أو البيئات أو الأزمنة لكنها تظل في مجملها , تسير وفق منهج واحد وتبعاً لمنظومة واحدة ...

وعلى الجانب الآخر تتخلى الحياة وفق هذا القانون عن الاسوأ - بدرجاته - وتتركه لمصيره المحتوم الذي يُدخله في دائرة الفناء بدلا من الإستمرار في حيز البقاء كحالة الأفضل ...

نترك الآن الكلام النظري لذلك القانون الأساسي في علم الأحياء وعلوم الإجتماع لنهبط على أرض الواقع ونطرح سؤالاً قد يبدو ساذجاً : وماذا اذا لم نجد الأفضل ؟؟؟

وما هو البديل اذا لم تعثر الحياة على الأفضل لإنتخابة ودعمه في معركة البقاء ؟؟؟ هل تفنى الحياة بأكملها في تلك الحالة ؟؟؟ لعدم وجود الافضل أو الاصلح ؟؟؟

الإجابة بديهية وسريعة : لا طبعاً لن تفنى الحياة , والدليل هو إستمرار الحياة بأنصاف الموهوبين , وبزعامات الفاشلين , وبقيادة اسوأ نماذج البشر؟؟؟

إذن هل معنى ذلك أن ذلك القانون فاشل في تطبيقه على أرض الواقع ؟؟؟ لا أيضاً إذن أين الخلل ؟؟؟
القانون لم يطبق ولكن الحياة استمرت بأسوأ النماذج ؟؟؟

يكمن العيب هنا في نظرة المتعاملين مع هذا القانون بالأسلوب المسرحي لعرض الفكرة فهم يتصورون فناءاً فورياً لتلك النماذج السيئة , غير واضعين في الإعتبار أن القانون ينص على ان الحياة ستنتخب الأفضل والأحسن والأصلح للإستمرار فيها لكنه لا ينص إطلاقاً على أنه سيتخلى عن الآخرين وقتياً

قد يدخلهم دائرة الفناء , لكنه قطعاً لن يتخلى عنهم بنفس اللحظة

قد يسألني سائل وكيف يدخلهم دائرة الفناء ولا يتخلى عنهم ؟؟؟ الإجابة من نص القانون , فدائرة الفناء تلك التي نتحدث عنها , لا تشمل الفناء الفوري كالقنبلة الذرية , أو الإبادة الوقتية كالمبيد الحشري ...

بل إن دائرة الفناء قد تمتد لأعوام وأعوام وهي تقوم بأداء دورها في القضاء على الأسوأ بالتدريج وفق درجاته ,
لكنها في الوقت ذاته تعطي الفرصة تلو الفرصة للأقل سوءاً كي يتغير ويخرج من دائرة الفناء الى حيز ورحابة البقاء قبل أن يحل دوره في المصير المحتوم ,

وقد تتسع تلك الدائرة تارةً لتشمل جميع من نبذهم القانون بغض النظرعن استثناء التدرج , وقد تضيق أحياناً لتشمل أسوأ من نبذهم القانون فقط وفق مبدأ التدرج في الإفناء ...

لكنها في النهاية ستؤدي دورها على أكمل وجه , إما اليوم , أو الغد , أو بعد الغد ...

لكن هنا يبرز سؤال من رحم فكرة القانون وشرحها يحمل تأصيلاً للفكرة وتعميقاً للمنهج وهو كيف تستمر النماذج السيئة إذن - التي أدخلها القانون في دائرة الفناء - في إدارة الأحداث وقيادة الأمم وهم لا يتغيرون بتاتاً ؟؟؟

الإجابة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالشق الثاني من العنوان وهو صنـــــــــــــــاعة الرمـــــــــــــــــــــز

فلكي تتغلب على ضعف النموذج السئ - الذي تم إقصائه عن حيز البقاء -

اليك الوصفة السحرية في تأخير إفنائه الى آخر وقت ممكن عن طريق وضعه في بؤرة الضوء , ومركز صناعة الأحداث ( وهذه حقيقة علمية أخرى سنتحدث عنها فيما بعد )

إصنع من ذلك النموذج السئ رمـــــــــــزاً لأي شئ

إجعل منه صورة لأي مغزى

شكل منه تجسيداً لأي فكرة

بغض النظر عن قيمة الرمز أو مدى مصداقيته

أو جدوى الفكرة التي يمثلها ,

أو معنى التجسيد الذي يعتنقه

وهذا ببساطة وبالضبط ما يحدث في أمتنا العربية المسكينة للأسف

فقانون الإنتخاب يطردهم من حيز البقاء ويلفظهم لفظاً الى دائرة الفناء

لكنهم يعودون في صورة الأبطال فيغيبوا المعنى ويزيفوا المضمون

وما ذلك إلا لأنه الطريقة الوحيدة لتأخير الإفناء

أن تصبح رمزاً عن طريق إعلامك الذي يزيف الحقيقة

وأن تصبح بطلاً عن طريق إقصاء الرموز الحقيقة

وأن تصير تجسيداً لفكرة أمن الأمة وأمانها

غير أنه ستواجههم مشكلة بسيطة وقتها

فالرموز المزيفة تفقد بريقها سريعاً على عكس الرموز الأصلية

والأبطال المصنوعين من الورق تتقاذفهم هبات الرياح الخفيفة على عكس ثبات الأبطال الحقيقين وصمودهم في مواجهة الاعاصير

وصور الزعماء المقلدة تبهت بعد فترة بعكس صور الزعماء الحقيقية التي تنضج بمرور الزمن لتثبت مدى مصداقيتها

اذن الحل الأقرب والأسهل لهم أن يدمروا الرموز الأصلية لأنها تكشف زيفهم ,

ويشوهوا الحقائق الثابتة لأنها تفضح خداعهم

أن يقتلعوا رموز الامة الصامدة صمود الزمن , لينغرسوا هم مكانها بقوة التزييف وضغط التدليس

أن يدمروا صور الزعماء الخالدة خلود الزمن , ليصنعوا هم لأنفسهم صوراً خادعة مخادعة

أن يشوهوا أبطال الأمة الذي كانوا يوماً ما ملوك الزمن , ليبزغ نجمهم المزيف كأبطال الأمة الوحيدين

إنهم يحطمون تاريخنا بأبطاله العظام ليصنعوا تاريخاً لهم حقيراً مزيفاً

لا لشئ إلا ليؤخر ذلك التاريخ المزيف فنائهم المحسوم

إلا ليتأخر بضعة سنوات أخرى مصيرهم المحتوم

في الخروج ببصقة شعوبهم إلى مزبلة التاريخ

إلى القذف في بالوعة مستنقعات الزيف والتدليس

إنها معركة البقاء ضد الفناء

الإستمرار ضد الإندحار

وأنا قد عاهدت نفسي على أن أنضم الى جانب معسكر البقاء

فأظُهر للجميع رموزنا الحقيقية وصور أبطالنا العظام وأفكار زعمائنا الصامدين

التي تستحق أن تظل دوماً في حيز البقاء وللأبد ...

وعاهدت نفسي أيضاً على أن أقاتل حزب الفناء

وأفضح أشباه رموزه وأنزع اللثام عن صور أبطاله المخادعة

بعيداً عن زيف الاعلام وتدليسه

وأن أدفع - بإذن الله - تلك النماذج السيئة الى مكانها الطبيعي

وهو قلب دائرة الفناء التي تستحق أن تبقى فيها أيضاً للأبد ...


أرأيتم اليوم لـمَ جعلت الافـــراج عــن شيخ المجــاهدين معركتي ؟؟؟


أفـــــــــــــرجــــــــــوا للمــــرة الملـيـــون

عن رمـــز البطولــــــــة الحقيقي

أيهــا الـــرمــــــوز المـــــــزيفـــــــة


Free The Real Hero

" ABO AL FTOUH "

-------------------

نقلاً عن مدونة البوابــــة -

ليست هناك تعليقات: